رهف (قصة من كتابتي)

كنت في التاسعة عشر من عمري.حياتي رائعة اسمع هذه العبارة كثيرا. ولكني حقا لم اشعر بها يوما
كيف لحياتي ان تكون رائعة وانا اعيش وحيدة لا بل اعيش مع ام واب واحيانا اقول هل يعقل ان يكونا امي وابي لان هاتان الكلمتان مرت شهور لم اتلفظ بهما امي وابي ما ذا اقول عنهما استطيع ان اصفهما ببنكان متجولان حياتهما سهرات اموال كل شيئ مادي بالنسبة لهما صرت اطوق الى ان اسمع كلمة ابنتي حتى دون قصد من امي ولكن لا تسير الرياح كما تشتهي السفن.هما يحبانني كثيرا وويسعيان لتلبية طلباتي وانا احبهما كثيرا ولكن حبهم للمال عماهما.اتذكر يوما قلت لامي انا بحاجت.. .ولم تتركني اكمل قالت ساعطيكي ما تريدين من مال.كنت اتمنى ان اصرخ بوجهها واقول لها هل المال اهم من ابنتك هل الماديات اهم من الاشخاص ولكن اكتفيت بالصعود لغرفتي والارتماء على مخدتي فهي احن علي من اي شخص
اليوم يوم ليس بالعادي بالنسبة لي سنذهب للتسوق سويا
وليس بالعادي لاني ساخرج مع والدي رغم ان الامر عندهما عادي جدا فقد اعتادا التسوق لوحدهما
بالسيارة....
كانت كل احاديث والديا عن هذا وهذا وماذا انتج وكم شركة لديه
مللت من سماع هاته الاحاديث فكم اعتدت سماعها
غفوت قليلا واذا بصراخ امي يفيقني مفزعة يالهي لا
لاااااااااااااااااا
اميييييييييييييييييييي ابيييييييييييي
لم اردد الا هذه الكلمتين
اشعر بالم برأسي اه.... رأسي... امي ابي احفظهما ربي
التفتت الى حبيبة قلبي امي ياربي امي امي افيقي بالله عليك امي لا تتركيني امي ارجوكي اجيبيني.
ابي ابي ليس لي بعدك من يحميني ابي فلتفق انت
يالهي صبرني على مصيبتي هذه الهي احمي والديا ليس لي غيرهما في دنيتي
لا اكاد ارى شيئا دموعي كالشلال على وجهي احسست بدوار سيغمى عليا لالالا يجب ان افيق امي ابي لالالا
خطواتي تتثاقل لم استطع فتح السيارة
افقت اذا بي بمستشفى رايت امامي رجلا وامراة ..
اخيرا الحمد لله امي ابي هذا انتما الحمد لله انتما بخير كلما فتحت عيني اكثر كلما اتضحت ملامح الشخصين رباه لا ليسا والديا اين والديا صرخت اميي ابي اين هما
الطبيب:بنيتي اطلبي من الله الصبر وعليك الرضاء بقدر الله اباك وامك يعانان نفس الشئ وهما بحاجة الى كليتين انتي الوحيدة القادرة على منح احدهما كلية ليعيش وانتي القادرة على ان تحيي واحد منهما والله المستعان
كلماته كالخنجر بقلبي ماذا يقول. دموعي وكانها لم تصدق متى تخرج من سجن عيني تجري تتسابق من التي ستسبق الاخرى
الاهي لما انا المخيرة في هذا الشئ ياربي اناجيك خفف عني هذا الحمل الثقيل خفف عني مصيبتي هذه فما بيدي حيلة الا رجائك
تخيلو معي موقفي فماذا ستفعلون ماذا ستفعل يا اخي وماذا ستفعلين ما اختي
خيروني بين الغالي والغالية ولا اقدر على فراقهما
خيروني بين امي وابي فهل لي ان اختار بينها
ياربي ليتني استطيع اعطائهما الاثنين ولكن المستشفى لم يقبلو
لماذا امي لماذا ابي ابتعدتما عن كل اقاربي وكرهونا بسبب الماديات فمن لي يساعدني
تبا والف تبا للمال الذي اخذ مني اهلي وحياتي
اتتني ممرضة لاعطائي حقنة مهدئة لاني فقدت اعصابي واخذت اكسر كل ما بجانبي
قلت لها:ارجوكي ارجوكي اختي لا تحقنيني ارجوكي فلتتركي قلبي ينزف ودموعي تذرف ..لعلني اموت واتمكن من اعطائهما كليتين.غرست الحقنة بيدي. اختي اختي وبدأ صوتي ينخفض وينخفض الى ان فقدت وعيي
-رهف رهف افيقي افقت على هذا الصوت صوت الطبيب ابتسم لي ابتسامة عرفت منها ان هناك شيئا حصل
-صباح الخير دكتور كيف حال والديا الان
-بنيتي جئت اليك الان لان لا مجال لضياع الوقت عليكي ان تقرري الان
لالالا اريد ان ارجع للوراء اريد ان اكمل نومي لما ذا افقت
خيروني بين الغالي والغالية ما اقدر على فراقهما
ايها الطبيب اسالك بخالقي ابحث عن كلية اخرى اسالك بخالقي انجهما الاثنين
انزل راسه حينها ضاعت كل ذرة امل كانت لدي
خيروني بين الغالي والغالية وما اقدر على فراقهما
ط بي ب ل قد اخترت كل جسمي يرجف ساقتل احد والديا بكلمة مني
ما اقسى هذه الحياة
-من اخترتي ابنتي
لقد اخترت أ... أ.. أ لا اقدر فهل هناك من يفهمني
من يفهم حالي
-طبيب انت طبيبي وانت من تحس بي دعهما يعيشان الاثنين فحياتي ليست بالحياة بدونهما
-اسف رهف طلبك مستحيل وانا كطبيب لا استطيع
اغمضت عيني ودموعي تذرف سامحني ابي فوالله احبك ولكن هي امي اتعرف مامعنى امي تعبت من اجلي سامحني ابي وسامح قلبي الذي اختار امي
-فلتنقذ امي طبيبي
ابتسم لي وكانه يهنئني على اختياري حقننوني ثانية وكانهم يفرحون لنومي وكأن وجودي مستيقظة سينهي حياتهم
اخذوني لغرفة العمليات بجانبي جسد حواليه الات عدة ولكن لماذا الوجه مغطى اريد رؤية امي اريد رؤية وجهها اشتقت اليها طلبت منهم هذا
اجابوني بانه غير مسموح كي لا تحدث تحولات بحالتي ولن يستطيعو حينها اجراء العملية
لا باس فيوم وارى امي امامي
ويوم واودع ابي ولن اراه مجددا
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
افقت بعد العملية اخبروني انها مرت تسع ساعات بعد العملية
-امييي كيف حال امي
هل هي بخير
الممرضة :اريحي نفسك رهف
وابتسمت لي عرفت من ابتسامتها انها بخير
ارتحت قليلا ولكن كيف لقلبي ان يرتاح بعد اليوم
كيف لقلبي ان يسامحني بما سببته له من الم
كيف لامي ان تسامحني برحيل ابي
ااااه يا قلبي متى نفترق انا وانت وترتاح مني
اتتني ممرضة يبدو عليها الخوف خفت ان يكون حصل لامي مكروه
الممرضة:مرحبا رهف ساقول لكي شيئا اعرف انه مؤلم ولكن .
-ماذا هناك الم تنجح العملية
-لالا لقد نجحت تماما مئة بالمئة ولكن
-لكن ماذا تكلمي
-اعرف اني اذا قلت ساطرد من عملي ولكن انا بمستشفى وضميري هو الذي يقودني
ابتسمت لها
رهف كليتك لم تاخذها امك بل مريضة اخرى امك ووالدك فارقا الحياة من يوم الحادث
ضحكت عليها ما بها هذه
-انتي مخطئة ليست امي التي تقصدين
امي على قيد الحياة
اين ضميرك تقولين ضميري وانتي كاذبة اي ضمير تتحدثين عنه
انتي كاذبة اخرجي من غرفتي اخرجي
رهف... كلية... عملية.... امك... كلمات حيرتني كل شئ مطابق
لالالا
نزلت من سريري اصرخ بالمستشفى تجمع حولي الاطباء كلما قرب مني احد ضربته
طبيبي دخلت لمكتب طبيبي
طبيبي:رهف مابك بنيتي
-اين امي اريد امي اين هي
خرجت من مكتبه امي امي اجيبيني انا رهف امي اين انتي
اخذني الطبيب لمكتبه هداني قليلا
-رهف اسمعيني بنيتي للنهاية ولا تقاطيعيني
حسنا طبيبي
امك واباك حين وصلا الى هنا كانا قد فارقا الحياة.
اريد ان اتكلم ولم استطع تحريك فمي
اكمل الطبيب وكان هناك مريضة تحتاج الي كلية لتعيش ولم نجد الا كليتك تناسبها اضطررنا انقول لكي هذا كي نحافظ على حياتها
اعرف انك طيبة القلب وانك سررت بما فعلنا
صدمت ماذا يقول الطبيب ماذا يقول الذي اقسم على كتاب الله
ماذا يقول من نعطيه جسدنا ونأتمنه عليه دون خوف
ماذا يقول طبيبي
ما اجملها كلمة طبيب اول ما جئت الى هنا وما امررها كلمة الان
افقت من صدمتي
حرام عليك قتلتني بدل المرة الف مرة
حرام عليك اعطيتني امل رؤية امي مرة ثانية
حرام عليك لقد اقسمت بحماية كل مريض
حرام عليك ايها الكاذب
لم يؤلمني اخذ كليتي بل يؤلمني كذبك فكيف لي ان اقول طبيبي بعد اليوم
لم يؤلمني اخذ كليتي كما المتني ابتسامتك التي اريحتني يوم ذهابي لغرفة الجراحة
كيف لك ان توهم فتاة برجوع امها
اوا تعرف ماذا يعني انه لامجال لرؤية امك
او ا تعرف من تكون الام مهما كان عيبها
حرام عليك ايها الطبيب
صفعت الطبيب صفعة مرارة قلب مكسور... صفعة انسان مجروح ... صفعة روح مهزومة... صفعة امل لن يتحقق
انهرت لم اعد اقدر على رؤية شئ
اريد امي ارجوكم فلتتركوني اراها حتى لمرة
فاتحدث لابي لبرهة لا اكثر
اتوسل اليكم
سمحوا لي برؤيتهم من بعيد منعوني من لمسهم
اقتربت قليلا جسمي يرجف
امي ها قد اتيت اليك امي ففهل لكي ان تحضنيني قليلا فقط قليلا
دعيني اشعر بحضن امي قبل ان ترحلي
اقتربت منها
انه جسد بارد لا يتحرك
اهذه امي
ااه يا امي كنت عندما تبردين تتغطين بالحرير ولكن الان جسمك بارد ولا تستطعين حتى ان تتغطي بملابسك
حضنتها ابكي.اماه اني ابكي ولا تستطيعين مسح دمعي اماه
ابي ابي ارايت يا ابي لقد خدعوني من بعدك يا ابي ارايت ما فعلوا بي فكيف لمالك ان يحميني الان اجبني كيف لاموالك ان تفعل هذا
وداعا ايها الغالي وغاليتي رحمكم الله
رحلت عن المستشفى دون علمهم انها غابة ذئاب لم استطع البقاء فيها
الامي وجراحي اهلا بك من جديد
فرحي وسعادتي وداعا الى يوم لقائنا المنشود
برائتي اسف من اجلك ليس لديك مكان في هذا الزمن
دموعي اهنئك على فوزك وتثبيتك في عيني
فرحتي وسعادتي فارقتا حياتي من يوم فقدت الغالين من يوم فقدت احبتي
مرت سنة على وفاة والديا حاولت خلالها ان ابحث عن اقاربي وجدت منهم عمتي وعمي وبعض خالاتي
حزنوا لحزني واحتضنو المي.اهتممت وسعيت لفتح بيت ايتام.تزوجت ابن عمي كان زواجا تقليديا بالبداية ولكن سرعان ما احببنا بعضنا وكان لي كل شئيا
امي وابي واخي وزوجي.لم اشتكي بالطبيب فالله الذي سيجازيه
كنت جالسة بمكتبي ببيت الايتام
طرق الباب دخلت امراة تبين من وجهها انها طيبة القلب دعوتها بالجلوس
-هل لي ان اخدمك سيدتي
-قالت لي:في يوم ما اخذت كلية منك كنتي قد حسبتها لوالدتك فوالله يا بنيتي لم اكن اعلم قصتك بالبداية عرفت بعد ان غادرت بحثت عنك ولم اجدك الا اليوم
بنيتي بالله عليكي اسمحي لقلبي ولي ان نعتبرك ابنة
فليس لي بنت وليس لك اما لعل القدر شاء ان اعيش وتكوني ابنة لي
ادمعت عيني لما قالته هذه المراة حضنتها باكية قابلة بطلبها واحسست بحضن الام حينها
احمدك الهي فانت تاخذ منا وتعطينا وشكرا لما اهديتني]
الانسان ليس بفقره وغنائه الانسان بقلبه
احيانا تجبرنا الاموال على قطع صلة الرحم كما فعل والدا رهف